العائلة التي غيرت عقلية النساء حول العالم

                                                            Reda Pill كل هذا الكلام هو نفسه الموجود على قناة أخونا 


واحدة من أكثر العبارات التي نسمعها بين الرجال هي أن النساء اليوم مختلفات جدًا عن جيل أمهاتنا. تعالوا نغوص في التفاصيل ونحاول أن نفهم الأسباب وراء هذه الفكرة.


ما يميز هذا القرن هو ظهور العولمة وتحول العالم إلى قرية صغيرة، حيث امتزجت الثقافات المختلفة في ثقافة واحدة مهيمنة، وهي الثقافة الأمريكية. عبر هذه الأداة، استطاعت الولايات المتحدة فرض سيطرتها على العالم، حيث أصبح كل ما يتماشى مع النظام الأمريكي هو الصحيح، وكل ما يتعارض معه هو الخطأ. هذا الغزو الفكري كان بمثابة ثورة على التراث القديم، واليوم نرى أن طريقة التفكير لدى الفتيات، على وجه الخصوص، أصبحت غربية بحتة.


هناك سبب مشترك أدى إلى أن النساء في الغرب، وكذلك في العالم العربي مؤخرًا، يتصرفن بهذه الطريقة، وهو تأثير العائلة. هذه العائلة هي عائلة روكفلر. في بداية الستينات، بدأت هذه العائلة، المعروفة بثروتها وسيطرتها على النفط والقطاع المصرفي، في دعم الحركة النسوية. من بين الأفكار التي زرعتها هذه العائلة هي أن المرأة ضحية للرجل منذ بداية الخليقة، وأن الرجل كان يقمع المرأة ويحد دورها في تربية الأولاد فقط. لذلك، عملت هذه العائلة على تعزيز استقلالية المرأة عن الرجل، وشجعتها على التحرر من الأدوار التقليدية.


من بين الأشياء التي روجت لها هذه العائلة هي تصوير الرجل كمفترس متعطش للجنس، وبالتالي بدأت تخرج دراسات تشير إلى أن الرجال أكثر خيانة من النساء، للعب على مشاعر الخوف لدى النساء وإثارة الشكوك لديهن تجاه أزواجهن. ومن هنا، أصبحت المرأة ترى أنها يجب أن تكون ناجحة مهنياً، وأن تحقق ذاتها خارج إطار الأسرة. أيضاً، صورت الإعلانات الرجل على أنه شخص غبي، لا يستطيع القيام بأي شيء إلا بمساعدة زوجته، بينما المرأة هي القوية والقادرة.


عائلة روكفلر أيضاً دعمت فكرة الحرية الجنسية، وشجعت على ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاق، خاصة في عهد الرئيس جيرالد فورد، عندما تم إدخال مدونة الأسرة في الولايات المتحدة. الهدف من كل هذا، وفقاً لهذه العائلة، كان اقتصاديًا بحتًا؛ حيث كانت ترى أن نصف الشعب الأمريكي لا يدفع الضرائب. لذا، كان من الضروري أن تخرج المرأة للعمل، لزيادة عدد القوى العاملة، مما يقلل من تكاليف الأجور.


بدأت العائلة في تشويه الدور التقليدي للمرأة، وتصويرها على أنها مظلومة في هذا الدور، بينما الرجل هو شخص لا يستحق الثقة، ويجب على المرأة تحقيق ذاتها واستقلالها. بطبيعة الحال، تأثرت المرأة بهذه الأفكار، وخرجت إلى سوق العمل، وأصبحت الرجل والمرأة ضحيتين لهذا التلاعب. انتقلت هذه الأفكار إلى العالم العربي، وأصبحنا نرى نساء مثل مايا الراقصة ورضوى الشربيني يروجون لنفس الأفكار.


على سبيل المثال، في برنامجها "هي وبس"، تكرر رضوى الشربيني نفس الأفكار، مشيرة إلى أن المرأة لا يجب أن تعيش تحت رحمة أي رجل. هذا يعكس عدم ثقة المرأة في الرجل، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع حالات الطلاق في المجتمع. أصبحت المرأة تدخل في العلاقات العاطفية وهي مجيشة بأفكار سلبية عن الرجل، مما يجعلها غير مستعدة للاستمرار في العلاقة.


أشدد هنا على أن عائلة روكفلر لعبت دورًا كبيرًا في غرس هذه الأفكار، سواء في الإعلام أو في البرامج.


 مما يميز هذا القرن دخول العولمة وانتشار فكرة أن العالم أصبح قرية صغيرة، فاندمجت كل الثقافات في ثقافة واحدة مهيمنة، وهي الثقافة الأمريكية. من خلال هذا التأثير، استطاعت الولايات المتحدة فرض سيطرتها الفكرية على العالم. وبالتالي، أصبحت المعايير تتوافق مع النظام الأمريكي؛ فما يتماشى مع هذا النظام يعتبر صحيحًا وحقيقيًا، وما يتعارض معه يعتبر باطلاً. هذا الغزو الفكري أصبح وكأنه ثورة على الإرث القديم. ونلاحظ اليوم أن طريقة تفكير الفتيات خاصة تأثرت وأصبحت غربية بحتة. ومع ذلك، هناك سبب مشترك جعل النساء في الغرب وكذلك في العالم العربي يتصرفن بهذا الشكل.


العائلة تلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على النساء حول العالم. وهنا نتحدث عن عائلة روكفلر، التي بدأت في بداية الستينات في دعم الحركة النسوية. هذه العائلة كانت معروفة بثروتها وسيطرتها على قطاع البترول والبنوك، ومن هنا بدأ تأثيرها الكبير. من بين الأفكار التي زرعتها هذه العائلة أن المرأة ضحية للرجل منذ بداية الخلق، وأن هذا الرجل قمع المرأة وأبقاها في إطار دور التربية فقط.


فبالتالي، بدأت هذه الأسرة في تشجيع النساء على الاستقلال من الرجل، وصوروا دور المرأة التقليدي في تربية الأطفال وأعمال المنزل كنوع من الاضطهاد. كذلك، صُوِّر الرجل على أنه مفترس جنسي، مما جعل الدراسات تشير إلى أن الرجال أكثر خيانة من النساء، وكان الهدف من هذا اللعب على مخاوف النساء، فصوّروا للمرأة أن زوجها لا يمكن الوثوق به. وهكذا، بدأت وسائل الإعلام تروج لفكرة أن المرأة قادرة وناجحة في الأعمال، وأن خروجها للعمل وتحقيق ذاتها هو ما ينبغي.


وبينما تم شيطنة الدور التقليدي للمرأة والرجل، أعطت وسائل الإعلام صورة لامعة عن المرأة القوية، المستقلة والناجحة مهنيًا. ومن بين الأمور التي خدمت عليها هذه العائلة كانت الحرية الجنسية، حيث شجعت على أن تكون للمرأة حرية جنسية، وأصبح من المقبول أن يكون للمرأة صديق خارج إطار الزواج. هذا أدى إلى ازدياد نسبة الطلاق بشكل كبير، خاصة في عهد الرئيس جيرالد فورد مع دخول قوانين الأسرة الجديدة.


هناك من يتساءل: لماذا قامت هذه العائلة "الشيطانية" بكل هذا؟ الجواب المختصر هو أن هذا كان لمصالح اقتصادية بحتة. عائلة روكفلر قالت ببساطة: لدينا نصف الشعب الأمريكي لا يدفع ضرائب. ما الذي يجب علينا فعله؟ جعل هذا النصف من الشعب يخرج للعمل ويبدأ بدفع الضرائب. بزيادة عدد العمال، انخفضت تكلفة 


 فقامت هذه العائلة بتغيير دور المرأة التقليدي وصورتها كإنسانة مظلومة في هذا الدور، وكذلك شيطنة الرجل باعتباره شخصًا لا يمكن الوثوق به. بدأت المرأة في الخروج لتحقيق ذاتها، وظهرت صورة "المرأة الناجحة مهنياً". بطبيعة الحال، بدأت النساء يتبنين هذا التصور وكأنه الهدف الأساسي، حتى صارت المرأة شريكة للرجل في العمل وفي كسب الدخل.


مع الوقت، نجد أن هذه العائلة، التي كان لها نفوذ كبير في الولايات المتحدة، لعبت دوراً مؤثراً عبر سيطرتها على قطاعات النفط والبنوك. وهذا يفسر سبب توقيع كثير من الدول معاهدات مع صندوق النقد الدولي مثل اتفاقية "سيداو" التي تهدف إلى المساواة بين الجنسين. ومن هنا، عندما تطلب الدول مساعدات من الصندوق، تشترط عليها بعض التغييرات في قوانينها، مما يؤدي إلى فرض بعض الأفكار القادمة من الخارج.


لهذا، نجد في العالم العربي خاصةً، وداخل الجيل الحالي، الكثير من الأفكار التي تضر الأسرة وتسبب الاضطرابات. فالأسرة في الأساس كالدولة، فيها وزارات تعمل معاً بشكل منسجم؛ لكن ما حصل أن تلك العائلة خلقت التفرقة بين الرجل والمرأة، وجعلت هدف المرأة أن تخرج وتحقق استقلالها المادي.


لكن ما لا يذكرونه هو أن المرأة في نهاية المطاف أصبحت تفتقر إلى الثقة بالرجل. لقد صوروا لها أن الرجل لا يعتمد عليه، فأصبحت تبحث عن استقلالها الاقتصادي وتحقيق ذاتها، دون الاعتماد على الرجل. ومع ذلك، فقد كانت هذه العائلة تستهدف النساء للانخراط في سوق العمل، ليزداد عدد العمال وتنخفض التكلفة، مما يخدم أهدافهم الاقتصادية.


في النهاية، يظهر أن المرأة والرجل كلاهما ضحية لهذا التأثير الكبير، وبدأ هذا التأثير يمتد إلى العالم العربي. أحد أبرز الأمثلة على هذا التأثير هو شخصيات مثل مايا الراقصة ورضوى الشربيني، اللتان تعكسان الأفكار الغربية في برامجهن، مما يدفع النساء في الوطن العربي إلى تبني هذه الأفكار حول الاستقلال المادي وعدم الثقة بالرجل.


كما نرى أن وسائل الإعلام تعمل على تصوير المرأة على أنها قوية وذات حقوق، بينما يصور الرجل على أنه ضعيف أو غير قادر على الاعتماد على نفسه. ومع ذلك، فإن هؤلاء الإعلاميين أنفسهم يعانون من تناقضات في حياتهم. هناك من يرى أن النساء اليوم يفتقرن إلى الثقة، ويتعاملن مع العلاقات بنوع من الحذر والاندفاع نحو تحقيق أهداف شخصية.


بهذا نجد أن المجتمع الحالي يحمل إرثاً ثقيلاً من الأفكار التي زرعتها عائلة روكفلر وغيرها من الأسر ذات النفوذ، وأن هذه الأفكار تغلغلت في العقول وأثرت بشكل كبير على طبيعة العلاقات بين الرجل والمرأة.


 لذلك، عندما تدخل المرأة في علاقة اليوم، فهي تأتي بعقلية متأثرة بالتصورات التي رسختها وسائل الإعلام، فتصبح غير مستعدة لمنح الثقة الكاملة للرجل. تبدأ العلاقة وهي غير موقنة باستمراريتها، وربما ترى فيها مصلحة مؤقتة حتى تتحقق أهدافها الخاصة. وهذا ما يؤدي إلى معدلات الطلاق المرتفعة في المجتمع، حيث تدخل المرأة العلاقة وهي مجهزة بأفكار مسبقة بأن العلاقة لن تدوم، وكأنها دائمًا في وضع استعداد للرحيل قبل أن يقول الرجل "مع السلامة."


ومن هنا يأتي هذا التصور المجيش الذي تتبناه النساء ضد الرجال، نتيجة التأثير الكبير للإعلام والمجتمع. بعض الشخصيات المؤثرة، مثل مايا الراقصة ورضوى الشربيني، كنماذج بارزة، يعرضن أفكارًا حول الاستقلالية وضرورة الحذر من الرجال، مما يشكل ذهنية دفاعية لدى الكثيرات من النساء.


علاوة على ذلك، كانت تلك الشخصيات النسائية نتيجة لعلاقات فاشلة في الماضي، مما خلق لديهن نوعًا من الغضب أو الانتقام تجاه الرجال بوجه عام. وبالتالي، تروج هذه الشخصيات اليوم للأفكار التي تحث النساء على تبني مواقف صارمة ومستقلة، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار مشاعر العدائية أو النفور تجاه الرجال، وهو ما يطلق عليه البعض "الموجة النسوية الثالثة"، التي تروج لفكرة المرأة القوية المستقلة ولكن في إطار نرجسية أو تعقيد نفسي عميق.


ومن الجدير بالذكر أن المرأة الحديثة، بتأثرها بهذه الموجة، أصبحت تتبنى ما يُعرف بمتلازمة "الأميرة"، التي تدفعها للشعور بأنها تستحق كل شيء دون مساهمة أو جهد، في حين يُصوَّر الرجل على أنه أقل ذكاءً أو أقل قدرة، بحيث يحتاج إلى مساعدتها في كل شيء. وقد لعبت الأسرة روكفلر دورًا كبيرًا في تصوير هذا النموذج الإعلامي للمرأة والرجل.


وكما لاحظ الصحفي مارك روداف في فاكس نيوز، فإن الإعلام غالبًا ما يُظهر الرجل على أنه الشخص الغبي، بينما تظهر المرأة دائمًا على أنها الأقوى والأذكى. ولكن عندما يطرح روداف هذه الأفكار بموضوعية، يُتهم بالتحيز ضد النساء، ويُوصف أحيانًا بأنه "كاره للنساء". لكنه في الواقع ينتقد التوجه الإعلامي الذي يسعى لإبراز المرأة وكأنها لا تحتاج إلى الرجل إلا في حدود معينة، مما يزيد من الشعور بالعدائية بين الجنسين.


 واليوم، عندما نجد أن الفتيات يعتنقن هذه الأفكار، فهذا ليس بمستغرب، فالتوجهات السائدة قد أتت من الغرب لكنها وجدت آذاناً صاغية هنا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتم تصوير المرأة على أنها كائن مظلوم اجتماعياً، خاصةً في المجتمعات الإسلامية، على الرغم من أن الدين الإسلامي قد أعطاها مكانة خاصة، حيث يكون الرجل مسؤولاً عن توفير حياة كريمة لها، والعمل لضمان رفاهها.


ورغم ذلك، جاءت هذه الأفكار الغربية وأخبرتها بأنها مقيدة بسبب دورها في المنزل، رغم أن العديد من النساء في الغرب يدركن أنه لا بأس بأن يكون الرجل في بعض الأحيان هو من يتولى الأمور المنزلية، وهو من يعمل لتوفير الاستقرار لعائلته. وفي الحقيقة، تجد بعض النساء الغربيات الراحة في العودة إلى أدوار تقليدية أو حتى في التحول إلى الإسلام لما يوفره من حماية ودعم للأسرة.


وفي النهاية، نجد أن هذا الفكر قد أثر بشكل مباشر على بنيتنا المجتمعية؛ فالأسرة لم تعد وحدة متماسكة كما كانت من قبل، بل أصبحت مفككة بسبب هذا التغيير في الأدوار التقليدية والجديدة.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url