سيكولوجية المراة : الصمت العقابي

                                                           Reda Pill كل هذا الكلام هو نفسه الموجود على قناة أخونا 

 هل سبق لك أن شعرت أن خطيبتك أو صديقتك تقلل من الكلام معك؟ وعندما تسألها، تقول لك "ما كاين حتى شي حاجة"؟ تعال نتعرف على ظاهرة اليوم، وهي ظاهرة "الصمت العقابي".

السلام عليكم، معكم رضا. كما نعلم، فإن حروب الأنثى تكون نفسية بحتة، ودرس اليوم سيكون نفسياً أيضاً. سنعود معاً إلى طفولتك، إذ أن هذه الظاهرة تُطبق علينا منذ الصغر من طرف أمهاتنا. عندما تقوم بعمل لا يرضي والدتك، فهي تقطع الحديث معك، وعندما تحاول مصالحتها، ترفضك. بالتالي، تبدأ تشعر بعذاب نفسي أشد من العذاب الجسدي.

الأنثى لا تشكل خطراً مباشراً على الرجل، لكنها تطورت بأساليب نفسية تستطيع من خلالها توصيل رسائلها. على سبيل المثال، خبيرة نفسية مشهورة ومعروفة في هوليوود تقول إن الشخص الذي يستخدم الصمت العقابي عادة ما يحاول معاقبة الآخر.

لنأخذ مثالاً من الواقع لتوضيح الأمر. أنت تعود من العمل متعباً، فتجد زوجتك تستقبلك ببرود، وربما تتركك وتذهب لغرفة أخرى. الحديث يكون مقتضباً، والأجوبة مختصرة. تبدأ تشعر أن هناك شيئاً غير طبيعي. هذا نوع من العقاب النفسي الذي تمارسه شريكتك عليك، سواء كانت زوجة أو صديقة.

لنفترض مثلاً أن زوجتك طلبت منك شراء شيء ما، ولم يكن لديك المال الكافي. عند عودتك من العمل، قد تجدها منزعجة، وجهها عابس، ولا ترغب في الكلام معك. هذا هو "الصمت العقابي"، حيث يرفض الشخص الآخر أن يخبرك بمشكلته الحقيقية.

يمكن أن يحدث هذا أيضاً في العلاقات بين الأصدقاء. قد تتعود على أن ترسل رسالة لصديقتك أو تتصل بها، لكنها لا ترد أو تتجاهلك. إذا كنت تخرجها كل خميس ولم تفعل ذلك هذا الأسبوع، فقد تتعامل معك بصمت عقابي في اليوم التالي.

مع مرور الوقت، ولتجنب غضبها، تبدأ في تنفيذ ما تريده هي. وهنا يأتي السؤال: هل تعتقد أن العلاقة ما زالت صحية؟ العلاقات الصحية تتطلب من الأنثى أن تكون في إطارها الأنثوي ومن الرجل أن يكون في إطار ذكوريته. عندما تستخدم المرأة هذه التقنية، تدخل الرجل إلى إطارها الأنثوي، مما يجعل العلاقة غير صحية وتتحول إلى علاقة سامة.

هذا السلوك لا يقتصر على العلاقات العاطفية، بل يمكن أن يظهر من الوالدين أيضاً، خاصةً من الأمهات. بعض الأمهات يقارنّ بين الأبناء بناءً على الأمور المادية، مما قد يؤدي إلى معاملة ابن أقل من الآخر باستخدام الصمت العقابي.

والسؤال هنا، كيف نتصرف تجاه هذا الصمت العقابي؟ أول شيء يجب أن تفعله هو عدم الاعتذار أبداً لهذا الشخص الآخر، لأن هذا الشخص غالباً يريد منك الاعتذار حتى يشعر بالانتصار عليك، ويجعلك تخضع لرغباته. عندما تعتذر، تشعره بنشوة الانتصار، وتضعف من إطارك الذكوري.

إذا كانت شريكتك تستخدم هذا الصمت العقابي، واجه الأمر بصمت مماثل، ولا تسألها عن السبب. غالباً ستبدأ تشعر بالحيرة بين نفسها وتتساءل "لماذا لم يسألني؟" ستشعر بعدم اليقين، وهذا يُبقي العلاقة حية ومثيرة. المرأة بطبيعتها كائن فوضوي وتتحكم فيها الهرمونات، مما يجعلها عرضة للتغيير السريع في مشاعرها.

العلاقات تحتاج دائماً إلى عدم اليقين لضمان استمرارها. المرأة عندما تقول "أنا أحبك"، تكون فعلاً تشعر بذلك اللحظة، لكن هذا قد يتغير مع مرور الوقت. الرجل هو الوحيد القادر على الحب العميق والطويل الأمد. لهذا، عدم اليقين في العلاقة مهم جداً.

عندما تُحكم المرأة سيطرتها على العلاقة من خلال الصمت العقابي، يتراجع دور الرجل في العلاقة، وتصبح الأنثى هي المتحكمة. بالتالي، يصبح الاحترام أمراً صعباً، وقد يتحول إلى تلبية احتياجاتها مقابل أمور أخرى.